مدرسة الشيخ مصطفى الامين النموذجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة الشيخ مصطفى الامين النموذجية

بِســـــــــــم الله الرحمــــــــــــــــن الرحيم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النهي عن الالتفات في الصلاة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الريحاني
عضو نشيط
عضو نشيط




النهي عن الالتفات في الصلاة Empty
مُساهمةموضوع: النهي عن الالتفات في الصلاة   النهي عن الالتفات في الصلاة I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 19, 2011 7:44 am

النهي عن الالتفات في الصلاة
وقوله في الحديث: "وأمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت"

والالتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان: أحدهما التفات القلب عن الله عزوجل إلى غير الله تعالى، والثاني التفات البصر وكلاهما منهى عنه ولا يزال الله مقبلا على عبده ما دام العبد مقبلا على صلاته فإدا التفت بقلبه أو بصره اعرض الله تعالى عنه وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في صلاته فقال: "اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد" (رواه البخاري) وفي اثر يقول الله تعالى: "إلى خير مني إلى خير مني؟!"

ومثل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه مثل رجل قد استدعاه السلطان فأوقفه بين يديه واقبل يناديه و يخاطبه وهو فى خلال ذلك يلتفت عن السلطان يمينا و شمالا وقد انصرف قلبه عن السلطان فلا يفهم ما يخاطبه به لأن قلبه ليس حاضرا معه فما ظن هذا الرجل ان يفعل به السلطان افليس اقل المراتب فى حقه ان ينصرف من بين يديه ممقوتا مبعدا قد سقط من عينيه؟!
فهذا المصلي لا يستوى والحاضر القلب المقبل على الله تعالى فى صلاته الذى قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه فامتلأ قلبه من هيبته وذلت عنقه له واستحيى من ربه تعالى ان يقبل على غيره أو يلتفت عنه وبين صلاتيهما كما قال حسان بن عطية: "ان الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة وان مابينهما في الفضل كما بين السماء والأرض وذلك ان أحدهما مقبل على الله عز وجل والآخر ساه غافل"
فإذا أقبل العبد على مخلوق مثله وبينه وبينه حجاب، لم يكن اقبالا ولا تقريبا فما الظن بالخالق عزوجل؟ وإذا اقبل على الخالق عزوجل وبينه وبينه حجاب الشهوات والوساوس والنفس مشغوفة بها ملأى منها فكيف يكون ذلك اقبالا وقد ألهته الوساوس والافكار وذهبت به كل مذهب؟

والعبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه، فإنه قد قام في اعظم مقام واقربه واغيظه للشيطان واشده عليه فهو يحرص ويجتهد ان لا يقيمه فيه بل لايزال به يعده ويمنيه وينسيه ويجلب عليه بخيله ورجله حتى يهون عليه شأن الصلاة فيتهاون بها فيتركها. فإن عجز عن ذلك منه، وعصاه العبد وقام في ذلك المقام اقبل عدو الله تعالى حتى يخطر بينه وبين نفسه ويحول بينه وبين قلبه فيذكره في الصلاة مالم يذكر قبل دخوله فيها حتى ربما كان قد نسي الشيء والحاجة وأيس منها فيذكرّه اياها في الصلاة ليشغل قلبه بها ويأخذه عن الله عز وجل فيقوم فيها بلا قلب فلا ينال من اقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل الحاضر بقلبه في صلاته فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها بخطاياه وذنوبه واثقاله لم تخف عنه بالصلاة.

فإن الصلاة انما تكفر سيئات من ادى حقها واكمل خشوعها ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقابله فهذا اذا انصرف منها وجد خفة من نفسه واحسن باثقال قد وضعت عنه فوجد نشاطا وراحة وروحا حتى يتمنى انه لم يكن خرج منها لأنها قرة عينه ونعيم روحه وجنة قلبه ومستراحه في الدنيا فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها فيستريح بها لا منها فالمحبون يقولون نصلي فنستريح بصلاتنا كما قال امامهم وقدوتهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم: "يا بلال أرحنا بالصلاة" ولم يقل ارحنا منها وقال صلى الله عليه وسلم: "جعلت قرة عيني في الصلاة" فمن جعلت قرة عينه في الصلاة كيف تقر عينه بدونها؟! وكيف يطيق الصبر عنها فصلاة هذا الحاضر بقلبه الذي قرة عينه في الصلاة هي التي تصعد ولها نور وبرهان حتى يستقبل بها الرحمن عز وجل فتقول: "حفظك الله تعالى كما حفظتني". وأما صلاة المفرط المضيع لحقوقها وحدودها وخشوعها فإنها تلف كما يلف الثوب الخَـلِق ويُضرب بها وجه صاحبها وتقول: "ضيعك الله كما ضيعتني" وقد روي في حديث مرفوع رواه بكر بن بشر عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما يرفعه انه قال: "ما من مؤمن يتم الوضوء إلى اماكنه ثم يقوم إلى الصلاة في وقتها فيؤديها لله عز وجل لم ينقص من وقتها وركوعها وسجودها ومعالمها شيئا الا رفعت له إلى الله عزوجل بيضاء مسفرة يستضئ بنورها ما بين الخافقين حتى يُنتهى بها إلى الرحمن عز وجل. ومن قام إلى الصلاة فلم يكمل وضوءها واخرّها عن وقتها واسترق ركوعها وسجودها ومعالمها رفعت عنه سوداء مظلمة ثم لاتجاوز شعر رأسه تقول ضيّعك الله كما ضيعتني ضيّعك كما ضيعتني". فالصلاة المقبولة والعمل المقبول ان يصلي العبد صلاة تليق بربه عز وجل فإذا كانت صلاة تصلح لربه تبارك وتعالى وتليق به كانت مقبولة.
والمقبول من العمل قسمان:
احدهما ان يصلي العبد ويعمل سائر الطاعات وقلبه متعلق بالله عز وجل ذاكر لله عز وجل على الدوام فأعمال هذا العبد تعرض على الله عز وجل حتى تقف قبالته فينظر الله عز وجل اليها فإذا نظر اليها رآها خالصه لوجهه مرضية قد صدرت عن قلب سليم مخلص محب لله عز جل ومتقرب اليه، احبها ورضيها وقبلها.

والقسم الثاني ان يعمل العبد الأعمال على العادة والغفلة وينوي بها الطاعة والتقرب إلى الله فأركانه مشغولة بالطاعة وقلبه لاه عن ذكر الله وكذلك سائر أعماله فإذا رفعت اعمال هذا إلى الله عز وجل لم تقف تجاهه ولا يقع نظره عليها ولكن توضع حيث توضع دواوين الاعمال حتى تعرض عليه يوم القيامة فتميز فيثيبه على ما كان له منها ويرد عليه ما لم يرد وجهه به منها.

فهذا قبوله لهذا العمل اثابته عليه بمخلوق من مخلوقاته من القصور والاكل والشرب والحور العين وإثابة الاول رضا العمل لنفسه ورضاه عن معاملة عامله وتقريبه منه واعلاء درجته و منزلته فهذا يعطيه بغير حساب فهذا لون والاول لون.
والناس في الصلاة على مراتب خمس:
أحدها مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها واركانها
الثاني من يحافظ على مواقيتها وحدودها واركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والافكار
الثالث من حافظ على حدودها واركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والافكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد
الرابع من اذا قام إلى الصلاة اكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي واكمالها واتمامها قد استغرق قلب شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها
الخامس من إذا قام إلى الصلاة قام اليها كذلك ولكن مع هذا قد اخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عزوجل ناظرا بقلبه اليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه فهذا بينه وبين غيره في الصلاة افضل واعظم مما بين السماء والأرض وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين به.
فالقسم الاول معاقب والثاني محاسب والثالث مكفر عنه والرابع مثاب والخامس مقرب من ربه لأن له نصيبا ممن جعلت قرة عينه في الصلاة فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقربه من ربه عز وجل في الاخرة وقرت عينه ايضا به في الدنيا ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات وقد روي ان العبد اذا قام يصلي قال الله عزوجل: "ارفعوا الحجب فإذا التفت قال ارخوها"
وقد فسر هذا الالتفات بالتفات القلب عن الله عز وجل إلى غيره فاذا التفت إلى غيره ارخى الحجاب بينه وبين العبد فدخل الشيطان وعرض عليه امور الدنيا وأراه اياها في صورة المرآة واذا اقبل بقلبه على الله ولم يلتفت لم يقدر الشيطان على ان يتوسط بين الله تعالى وبين ذلك القلب وانما يدخل الشيطان اذا وقع الحجاب فإن فر إلى الله تعالى واحضر قلبه فر الشيطان فإن التفت حضر الشيطان فهو هكذا شأنه وشأن عدوه في الصلاة.

cheers
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النهي عن الالتفات في الصلاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة الشيخ مصطفى الامين النموذجية  :: القسم الأكاديمي :: قسم التربية الأسلامية-
انتقل الى: